هوندرتفاسر: الطبعة الإنجليزية

فريدريش ستواسر، المولود في فيينا عام ١٩٢٨، أطلق على نفسه اسم فريدنسرايش هوندرتفاسر ريجنتاغ دونكلبونت. ونظرًا لتنوع أسمائه، امتدت ممارسته إلى مجالات لا تُحصى - من الرسم وتصميم المباني إلى صناعة الطوابع والعملات المعدنية - وتعددت ألقابه: ناشط بيئي، فيلسوف، فرداني، مهندس معماري، عالم بيئة، وفنان تشكيلي. كان، على حد تعبيره، "من يُوقظ الهويات".

في جميع أعماله، تبنى هوندرتفاسر الأشكال الحيوية، واللانظامية، واللاعقلانية. استلهم هوندرتفاسر من فنانين مخضرمين مثل غاودي وغوستاف كليمت، ورفضه القاطع للخط المستقيم "الملحد واللاأخلاقي"، بالإضافة إلى مقاطعته للعمارة "الرتيبة"، مما أضفى على أعماله الجريئة والنابضة بالحياة حيويةً ميزته عن غيره. وُلدت من هذا النشاط المتحمس وعالمه الفريد منظومة معتقداته الخاصة، المسماة "الآلية الانتقالية"، والتي فضّلت تجربة المشاهد على كل شيء. سواءً كان يزرع الأشجار في المناطق الحضرية أو يُنادي بـ"الحق في نافذة"، لا تزال رؤى هوندرتفاسر لمستقبل متناغم بين البشر والطبيعة تتردد صداها بإلحاح متزايد.

بعد نفاد طبعتها، تُعاد طباعة هذه الطبعة الكلاسيكية من دار تاشن، بالتعاون الوثيق مع مؤسسة هوندرتفاسر، لعرض أعمال الفنان النمساوي بكل جوانبها. ولأن أعماله، بطبيعتها، لا تنفصل عن سيرته الذاتية وحياته الشخصية ونشاطاته السياسية، تتشكل صورة حية لهندرتفاسر من خلال رؤيته الخاصة. تُضفي مقتطفات من حوارات بين المؤلف والفنان طابعًا مباشرًا وأصالة على هذه الدراسة الشخصية.