Carlo Mari Io Milano /anglais

يصوّر هذا العمل الفوتوغرافيّ اللافت لكارلو ماري مدينة ميلانو في أشدّ لحظات تعرّضها لهجومٍ خفيّ، وإن كان خبيثًا، لم نكن جميعًا على أهبة الاستعداد له. تكمن مهارة المصور في إعادة تسليط الضوء على مدينة جديدة، مدينةً لم تُصَبّ بأذى أو جرح. بل يُوحي بوقتٍ يتباطأ فيه النشاط، ليس في الكفاءة، بل في الأفكار. المدينة تتأمّل، وتُحفّز الناس على التفكير. تشهد عدسة كارلو ماري أيضًا على حضورٍ خفيّ، ولكنه دائمًا ما يكون بمثابة الكارابينييري، أو الشرطة، الذين لم "يسيطروا" على المدينة خلال هذه المرحلة الدقيقة للغاية، بل "رافقوها" خلال فترةٍ مؤلمةٍ وصعبة. كارلو ماري مصورٌ يعمل في الصحافة والإعلان. سافر حول العالم، فوق البحار وتحتها، حاملًا كاميرته حول عنقه ليروي القصص. في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، نشر صورًا مميزةً وأغلفةً لأعرق المجلات البحرية في إيطاليا وخارجها. بعد ذلك، أمضى وقتًا طويلاً في توثيق الحياة البرية في شرق إفريقيا وكان مراسلًا لصحيفة "هارفيل برس" في لندن. أدى هذا التعاون إلى كتابين مهمين هما الهجرة الكبرى وأفريقيا الوردية. يعيش في إفريقيا لعدة أشهر من العام، على اتصال وثيق بالطبيعة البكر والسكان القبليين. بصفته مصورًا للصور الشخصية، فقد وثق لسنوات عديدة جمال (ليس فقط المظهر الخارجي) للعديد من السكان المعرضين لخطر الانقراض. نشر كارلو ماري العديد من كتب التصوير الفوتوغرافي في جميع أنحاء العالم، بعضها عن الحياة تحت البحر، والبعض الآخر عن شرق إفريقيا، وخاصة كينيا وتنزانيا، والبعض الآخر عن العري الفني وعالم الإعلانات الساحر. أدرج كتاب "أفريقيا الخاصة بي"، أحد أهم منشوراته، في قائمة عام 2004 لأفضل كتب التصوير الفوتوغرافي مبيعًا في ألمانيا. في عام 2019، نشر كارلو ماري كتاب Passage through Dar، أيضًا مع سكيرا، والذي تضمن أكثر من 130 صورة بالأبيض والأسود التقطها لسوق السمك في دار السلام.