السرياليون في نيويورك: ورشة العمل 17 ونشأة التعبيرية التجريدية

سيرة ذاتية جماعية مشوقة تكشف كيف جلب المنفيون من فرنسا التي مزقتها الحرب السريالية إلى أمريكا، مما أشعل الحركة التي أصبحت تعبيرية تجريدية.

في عام 1957، أطلق الفنان الأمريكي روبرت ماذرويل ادعاءً غير متوقع: "لم أعرف سوى بيئتين للرسم جيدًا... السرياليون الباريسيون، الذين بدأت معهم الرسم بجدية في نيويورك عام 1940، والحركة الأصلية التي أصبحت تُعرف باسم "التعبيرية التجريدية"، ولكن من الناحية الجينية كان من الأنسب أن نسميها "السريالية التجريدية".

كان تأكيد ماذرويل الجريء، بأن التعبيرية التجريدية ليست جديدة ولا محلية، بل وليدة علاقة قصيرة بين أمريكا وفرنسا، مثيرًا للجدل. يروي كتاب "السرياليون في نيويورك" قصة هذه "العلاقة" والمنفيين الأوروبيين الذين اشتروا السريالية معهم - وهو تبادل فني بين العالم القديم والجديد - مُركزًا على فنان الطباعة الصامت ستانلي ويليام هايتر واستوديو الطباعة الأسطوري "أتلييه 17" الذي أسسه. هنا، تجاوزت تجارب الفنانين حدود الفن الحديث. في استوديو هايتر، وجد جاكسون بولوك التوازن بين الحرية والتحكم الذي بلغ ذروته في لوحاته المميزة بتقنية التنقيط.

لقد طُويَ أثرُ ماكس إرنست، وأندريه ماسون، ولويز بورجوا، وغيرهم من المهاجرين البارزين على أعمال موذرويل، وبولوك، ومارك روثكو، والطليعة الأمريكية، في طيّ النسيان لفترة طويلة من تاريخ الفن. وبالاستناد إلى وثائقَ ومقابلاتٍ وموادَّ أرشيفية، يُحيي تشارلز داروينت أحداثَ وشخصياتَ هذا اللقاء الحاسم، كاشفًا عن منظورٍ جديدٍ آسرٍ لتاريخ الفن في القرن العشرين.

93 صورة توضيحية، 52 منها ملونة