Dalmorel
سلاطين الروم: التوسع التركي العالمي
أصبح من المعتاد اعتبار الاستيلاء التركي على القسطنطينية عام ١٤٥٣ غزوًا آسيويًا. صحيح أن الأتراك نشأوا في آسيا، لكن القسطنطينية فُتحت من الغرب لا من الشرق: أصبح العثمانيون قوة أوروبية قبل أن يصبحوا قوة شرق أوسطية، وظلوا قوة أوروبية بالدرجة الأولى. في الواقع، فُتحت الشرق الأوسط، بل ومعظم الأناضول نفسها، من أوروبا. وهذا يُظهر أن الأمر لم يكن اندفاعًا مفاجئًا للبدو شبه المتحضرين راكبي الخيل من السهوب، بل كان تتويجًا لحركات معقدة شهدت قيام السلالات التركية بإنشاء آثار ومدن متألقة في جميع أنحاء آسيا. وعندما دخل الأتراك الأناضول لأول مرة في القرن الحادي عشر، كان إمبراطور بيزنطي هو من عيّن أميرًا تركيًا صغيرًا نسبيًا أول سلطان في الأرض التي ستُعرف فيما بعد باسم تركيا - أميرًا، علاوة على ذلك، لم يُطلق على نفسه اسم سلطان تركيا، بل سلطان روما! لذلك، قلّةٌ من الناس يجمعون بإتقانٍ تراث أوروبا وآسيا، والشرق والغرب، وحضارات اليونان وروما، مع تراث الإسلام، والشرق الأدنى وما وراءه. قلّةٌ من الناس ربطوا بين هذا الكمّ من الحضارات، وجمعوا بين هذا الكمّ من القواسم الثقافية. قصّتهم هي تاريخنا، كما هي تاريخهم وقصة الآخرين.
سلاطين الروم: التوسع التركي العالمي
5.500 KD
/